الأحد، 19 يناير 2014

كلمات ليست كالكلمات


مشهد رقم (1)

بينما كنت اسير على تلك الأعشاب الخضراء التي تلامس برودتها قدماي

والتي تشترك مع تلك النسمات الهوائية الباردة

* التي تسرق القبلات من وجنتاي

وتضل طريقها بين خصلات شعري فتبعثره هنا وهناك  *

في سريان قشعريرةٍ في أنحاء جسدي تجعلني  احبس أنفاسي وأغمض عيناي لتنظيم حرارة جسدي مرةً أخرى

فتحت عيناي لأكمل مسيرتي لمكانٍ ينفجر منه الماء

شلالٌ ينساب كحريرٍ لؤلؤي  اللون

كنت اشعر  أن هناك عين تراقبني ولكن كنت احدّث نفسي قائلةً

ما بالك يا إحساسي ؟ !!

أأنت مصاب بشيء اليوم ؟؟!..

ليس هناك أحد ..

زادت نبضات قلبي وتنبيهات إحساسي وأصبحت عيناي تبحث هنا وهناك

كان ليل هادئ يزينه بدراً مضيئاً يداعب الأرض بخجل

ينتشر فيه عطر الجوري الساحر وأصوات الكناري الموسيقيةً

كنت ارتدي رداء ابيض كـ لون الألماس

عجبا ً !!

الألماس ليس له لون  !!

لكنه جعلني متألقة ناعمة كـ ألماسة

طاغية الأنوثة

كأميرةٍ في إحدى الأساطير

بدأ إحساسي بالهذيان مرةً أخرى لكن أردت أن أتجاهله

كنت أُمرر يدي لتخترق سرعة جريان ذرات الماء

 فتتخللها أصابعي حتى شعرت بشوق لتذوقها

عندما قربتها لشفتاي حتى ارتشف منها قطرات ترويني

غمرني إحساسي بزيادة تلك النبضات والتنبيهات وسماعي لأنفاس قادمة !!

عندها أدركت أن إحساسي لم يكن يعاني من أمر ما

لكنه كان يعاني من الترقب لحدث ما !!

اعذرني يا إحساسي ويا كياني فات الأوان !!

أرى الآن ذلك الظل يقف خلفي مباشره وهاهو يبدأ بالاقتراب

توقف الماء في مدخل حلقي ليراقب الحدث

لن أتظاهر بالشجاعة لأنني بالفعل كنت اشعر بالخوف الذي اثلجني

لكن أسعفتني أهدابي !!

ويبقى السؤال ؟!! ..

هل هو شبح ؟؟ أم من الإنس أم من الجن ؟؟؟

 

 

 

 







مشهد رقم (2)

عندما شعرت بأنه أصبح أمامي

وأن الماء يرفض النزول حتى يبلل جفاف حلقي

قررت بداخلي بسرعة ونفذت ببطء

فتحت عيناي ببطء شديد لأجعل نظري يرتفع بخوف وقطرات الماء تسقي مابداخلي ببطء أيضاً

حتى استقر  ع وجه ذلك الشخص

لأرى أن عيناه استقرت على عنقي ليرى نزول الماء فيه

بحركة سريعة أغمضت عيناي لأرتشف ما تبقى من ذرات الماء

ولأجعله يستمتع بمنظر تدحرجها في عنقي لعله رأى شيئا غريبا وبمجرد انتهائه يختفي

لكن ما كان منه إلا أن يمسك يداي المضمومتان والقريبة من شفتاي

ليبعدها عني

وفجأة !!!

أصبح يملأ الفراغ بين جسدي ويداي وفي وسط دهشتي وخوفي وارتفاع همس نبضاتي

امسك بيداي ليقربها من الماء ليملئها به

حتى أصبح الماء يفيض من  مقدمة اجتماع أناملي

بحركة هادئة أصبحت يداي عند شفتيه

لتكون كأساً يروي ظمأهُ  ..

لم أراه من قبل حقيقة لكنه استعمر مشاعري

كنت مغمضة العينين

ليس استسلام إنما صبرٌ واستعجاب ..

من أعطاه الحق بذلك !!

وكيف انه للآن لم ينطق لساني بحرفٍ يضع له حداً !!

تساؤلات أصبحت تتابع بسرعة عاليه في ذهني

والآن توقفت !!!

لم يجعلني استيقظ سوى

حنان وهدوء ملامسة شفتيه لباطن اجتماع يداي

ليطبع قبله طويــــلة كان يستنشق فيها عبير الماء والورد الذي داعبته يداي

والذي استوطن فيها لينعم بحريريتها

كدت اختنق خجلاً غضباً ضعفاً

لا اعلم !!

سريع وهادئ في تصرفاته

لم تكتمل هذه الجملة بداخلي حتى

أحسست بأنه يتحرك ليجعل أنفاسه تحرق وجنتاي ..

ليثبت أناملي حول عنقه

ويثبت يديه بحركة رجولية تحمل انطباع طبقة مخملية على ,,,,.............

 

 

 

 
 

 



مشهد رقم (3 )

جعلني أسيرةً بين يديه

لتلتقي لمعة أعين هائمة عاشقة متلهفة تطلق سهاماً من الشوق

تقابلها نظرة خائفة تائهة تصارع الدموع

لكن لم تستطع السيطرة على دموع قلبها

كيف لا !!

وهي بين يدي

أول رجل يطرق أبواب أنوثتها بكل ثقةٍ وهدوء !!

أول رجل

استعمرت همساته مسامعها !!

ودفء حضنه جسدها !!

وأنفاسه رئتيها حتى تصبح أكسجيناً تظمأ له شرايينها !!

ما هذا الصوت !!

لا اعلم كيف حدث ذلك  !!..

وكيف لتلك المخلوقات الجميلة القدرة على الشعور بمقدار تلك الأحاسيس التي تتبادلها للآن نظرات أعين فقط

معزوفة موسيقيه تستأذن نوتاتها على طريقة خطوات تقدم إمبراطورة

لتنشر سحرها في ذلك المكان

توقظ أحاسيس لم تكن نائمة

إنما تدفعها للتعبير بشغف كامن خجول !!

أحاسيس عميقة تزداد عمقا مع كل طَرْفَة عين

لم تكن سوى له .. هو فقط

انه البعيد القريب

ذالك الطيف الحقيقة

غموض السكينة

وهدوء الظلام

الحنان الطاغي

و حدة السيف

كنت اشعر بنبضات قلبه ..

لم تتقن ذاكرتي رسم ملامحه !!

ولكن أتقنت أنا استشعار أحاسيسه وصمته هدوئه وأنفاسه

علمت انه وإن كان لقائنا الأول

لقائي بـ طيف

و لقائي بـه الآن كـ طيف أيضاً

لكنه حقيقة بالنسبة لسرقته فؤادي وامتلاكه لمشاعري

لكل نبضه من نبضاتي كانت تصرخ بحروف اسمه

لم ارقص يوما بين يديه حتى في أحلامي

لكن الآن كانت خطواتنا تتراقص

بعذوبة وسلاسة انحدار الماء الهادئ

كــان !!

** يسمعني حين يراقصني كلمات ليست  كالكلمات **

هنا أقف

فأحاسيسي تعجز في نسج الحروف له

تعجز في إلقاء أسطورة عنه

وفي رسم لوحة تتحدث من غير فرشاة ولا الوان

هو فقط من سيشعر بذلك

هو فقط من ستنساب حروفي له لتطرب مسامعه

هو فقط من ستنطلق مشاعري له كالسهام

هو فقط من ستداعبه أحاسيسي ليفتح قلبه الأبواب

وأتقدم بلا استئذان ...

 

 

بقلمي 

Ayat SA 
Best Blogger Gadgets